نشكر الله من أجل هذه الفرصة الرائعة التي من خلالها نستطيع أن نمجد الله وأن نعلن عن هذا الإله العظيم كما قصد هو وتكلم عن نفسه في وحيه الإلهي بالكتاب المقدس. مصلين أن يرشدنا بنعمة روحه القدوس وأن يرافق كلماته لتأتي بثمر لمجده المبارك الذي له كل المجد والإكرام الى الأبد آمين.
المعجـزة التى حدثت أمام إبراهيم باشا والبابا بطرس دعا إبراهيم باشا، نجل محمد على باشا، بعد أن فتح القدس الشريف عام 1832م، البابا بطرس السابع لزيارة القدس الشريف، وكان سبب الدعوة مباشرة خدمة ظهور النور فى يوم سبت الفرح من قبر السيد المسيح بأورشليم كما يفعل بطاركة الروم فى كل سنة.
فلبى البابا الدعوة، ولما وصل فلسطين قوبل بكل حفاوة وإكرام، ودخل مدينة القدس بموكب كبير واحتفال فخم، اشترك فيه الوالى والحكام ورؤساء الطوائف المسيحية.
ورأى البابا بحكمته أن انفراده بالخدمة على القبر المقدس، يترتب عليه عداوة بين القبط والروم، فاعتذر للباشا لإعفائه من هذه الخدمة فطلب إليه أن يشترك مع بطريرك الروم، على أن يكون هو ثالثهم لأنه كان يرتاب فى حقيقة النور.
وفى يوم سبت النور غصت كنيسة القيامة بالجماهير حتى ضاقت بالمصلين، فأمر الباشا بإخراج الشعب خارجًا بالفناء الكبير، ولما حان وقت الصلاة دخل البطريركان مع الباشا إلى القبر المقدس وبدأت الصلاة المعتادة.
وفى الوقت المعين انبثق النور من القبر بحالة ارتعب منها الباشا، وصار فى حالة ذهول فأسعفه البابا بطرس حتى أفاق، أما الشعب الذى فى الخارج فكانوا أسعد حظًا ممن كانوا بداخل الكنيسة، فإن أحد أعمدة باب القيامة الغربى انشق وظهر لهم منه النور، وقد زادت هذه الحادثة مركز البابا بطرس هيبة واحترامًا لدى الباشا، وقام قداسته بإصلاحات كبيرة فى كنيسة القيامة، وتوضح صورة العمود المشقوق الموجود بكنيسة القيامة، أثر المعجزة حتى اليوم.
قصة أخرى بحسب الموقع الرسمى لبطريركية الروم
يدخل الزوار الحجاج كنيسة القيامة فى أيامنا هذه، عبر المدخل الوحيد المسمى بـالباب المقدس، أبعاد هذا الباب نسبيا كبيرة، حيث يتجاوز ارتفاعه الخمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار.
وصُنع هذا الباب من خشب الجوز والصنوبر، ودُعم من الداخل بألواح من الحديد، نُقشت على مقبضيه القديمين كتابات عربية، فعلى المقبض الأيمن كتب: أيها الزوار، متعوا رغبتكم، ادخلوا إلى بهجة الرب، إلى السماء المضيئة أم الكنائس. وعلى المقبض الأيسر كتب: أيها الغرباء ادخلوا إلى باحة الرب، إلى قبر الحياة حيث يعيش الفرح ويسود النور المقدس، بعد هذا المدخل فى الاتجاه الشرقي، هناك باب آخر مماثل، أُغلق عام 1187.
وتشكل هذه المداخل مجموعة أبواب الكنيسة وتحاط بأحد عشر عمودًا من الرخام الأبيض والأخضر، وعلى رأسها وُضعت التيجان الكورنثية (من طراز كورنثي)، على لوحة شبه دائرية فوق الباب المقدس كانت هناك لوحة منقوشة لقيامة لعازر، ودخول يسوع المسيح المجيد إلى أورشليم، وحوض الغسيل المقدس والعشاء السري.
هذه النقوش موجودة الآن فى متحف روكفلر فى القدس، وعلى لوحة المدخل المغلق كانت شعارات، وتحتها أيقونة مريم العذراء المرصعة بالذهب، والتى بقيتْ قائمةً حتى عام 1801، وهى أيضًا معروفة من حياة القديسة مريم المصرية.
قبل أن يدخل الزائر إلى الكنيسة يستطيع أن يرى على اليسار العمود الأوسط مع وجود صدع (شق) طويل فى جزئه السفلي.
ووفقًا للتقاليد، ففى سنة 1579م، مَنعت السلطات التركية بطريركَ الروم الأرثوذكس من الدخول إلى القبر المقدس فى سبت النور، ومنح الطائفة الأرمنية الدخول لتقوم بمراسيم فيض النور المقدس، فقام بطريرك الروم الأرثوذكس ولفيف من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين بصلاة فيض النور فى خارج كنيسة القيامة، فما أعظم أعمالك يا رب، رغم محاولات بطريرك الأرمن اليائسة، لم يُضئ النور المقدس فى الضريح المقدس ولا فى أى مكان آخر فى داخل الكنيسة، وبدلا من ذلك انشقّ العمود الأوسط من الناحية اليسرى لباب الكنيسة الرئيسى وفاض النور منه، وشهد أمير تونوم هذه المعجزة، ومن عجبه صرخ قائلا: عظيم هو إيمان اليونانيين وقد كلفه هذا الكلام حياته.
وحين بلغ السلطان خبرُ المعجزة أصدر مرسومًا (فرمان) مانحًا بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الحق الحصرى ليقوم بمراسيم فيض النور المقدس، أما الأرمن فقد حافظوا بطبيعة الحال على تفسيرهم الخاص لهذه المعجزة (انشقاق العمود)، وهو أنه بقى فى خارج الكنيسة بعض الحجاج الفقراء الذين لا يستطيعون تقديم المطلوب التبرع، وهكذا، فإنّ المساعدة والعناية الإلهية قد وفرت لهم النور المقدس من خلال شق العمود.
ويبقى الباب المقدس فى الليل مغلقًا، أما المفاتيح فهى مع عائلة مسلمة مؤتمنة على مفاتيح الكنيسة ومحتفظة به وراثيًّا، وإذا رغبت طائفة ما فى فتح الباب المقدس لأداء خدمة أو لأسباب أخرى، فإنها تطلب من البواب الذى بدوره يقوم بفتح الباب، ويبقى هنالك حتى انتهاء الحدث، وبعد ذلك يقفله ويغادر، لكن فتح الباب وإغلاقه بشكل رسمى يتم بحضور البواب الأرثوذكسي، وهذا الشيء متبع بعد اتفاق.