تعرف علي قصة القديسة لوسيا التي خلعت عينيها حتى لا تتزوج
قد تقع عيناك على لوحة لطفلة من القرن الثالث الميلادي وهي تحمل في يديها طبق بداخله عينيها وفي الأخرى سيف مقدمته في بين أناملها والتي تدعى لوسيا والتي رحلت في 13 ديسمبر لتصبح بعد وفاتها قديسة بعمر طفلة.
"لوسيا" التي ولدت في نهاية القرن الثالث الميلادي بدأت معاناتها الحقيقية عقب وفاة والدها ولجوء والدتها لزواجها من شاب وثني وأنها كانت تأبى ذلك ولا تريد سوى التعبد والتسبيح والصلاة والذهاب للكنيسة كل أحد، إلا أنها حين شعرت بنية والدتها طلبت منها أن تؤخر الأمر وتدعها بضع سنين حتى تقرر أمرها، فوافقت الأم إلا أن الشاب أخذ يلح عليهًا مرارًا بينما كانت لوسيا تصلي ليلاً ونهارًا بدموع لكي ينقذها الرب من هذه التجربة.
مرض الأم فجأة كان طوق النجاة التي احتمت به "لوسيا" إلا أنها لم تستطع تحمل آلامها، فبدأت تصلي وتدعو من أجل شفائها وبالفعل شُفيت والدتها وعادت كما كانت، وحينها طلبت الطفلة من والدتها ألا ترغمها ووافقت الأخيرة على الفور وقامت الأم وابنتها ببيع ممتلكاتهما للتصدق على الفقراء، إلا أن الشاب وشى بهما لدى الحاكم حينها ويدعى بسكاسيوس، فأرسل وقبض على لوسيا وأخذ يلاحقها تارة ويعذبها تارة أخرى.
لم يكتفِ الشاب بذلك بل أرسل الطفلة إلى ما يدعى ببيت الخطية لفعل الخطية وهناك أخبرها عن سبب إعجابه بها هو عينيها، فما كان من الطفلة إلا أن نظرت لسماء تبكي وقامت باقتلاع عينيها وألقتهما في وجه الحاكم.
أسطورة القديسة "لوسيا" كما تداول عنها عقب إلقائها عينيها في وجه الحاكم، ثبتت مكانها كالصخرة حتى عجز الجنود عن أن يزحزحونها من مكانها، فربطوها بحبال وأخذوا يشدونها من مكانها حتى خارت قواهم، وعندما ألقوها في النار كانت تصلي لوسيا للرب وخرجت معافاة، فأمر الحاكم بضرب عنقها بالسيف ولكن الضربة لم تكن كافية لفصل رأسها عن جسدها فلم تمت القديسة حينها، فأخذها المؤمنون إلى بيت قريب وأحضروا لها القربان المقدس فتناولت منه ثم رقدت بسلام وكان ذلك في 13 ديسمبر.
ويعتبر التقليد المسيحي منذ بداية القرن الرابع القديسة "لوسيا" شهيدة شفيعة للمكفوفين وضعاف البصر وترسم صورتها دائمًا وهي حاملة عينيها في طبق لتجسيد ما حدث معها.