القائمة الرئيسية

الصفحات

اختطف وعذّب وهدد بالقتل ورفض التخلّي عن المسيح قصّة المطران الذي اختطفه مسلحون لأكثر من 20 يومًا

نشكر الله من أجل هذه الفرصة الرائعة التي من خلالها نستطيع أن نمجد الله وأن نعلن عن هذا الإله العظيم كما قصد هو وتكلم عن نفسه في وحيه الإلهي بالكتاب المقدس. مصلين أن يرشدنا بنعمة روحه القدوس وأن يرافق كلماته لتأتي بثمر لمجده المبارك الذي له كل المجد والإكرام الى الأبد آمين.


اختطف وعذّب وهدد بالقتل ورفض التخلّي عن المسيح: قصّة المطران سعد سيروب حنا الذي اختطفه مسلحون في العراق لأكثر من 20 يومًا


 “ليس من السهل أن يتم تهديدك أو اختطافك أو إطلاق النار عليه أو قتلك لمجرد أنك مسيحي!”
أن تكون مسيحيًّا في الشرق يعني أنك في خطر وأن وجودك مهدد في كل لحظة ومن يقول خلاف ذلك إمّا واهم أم غير مدرك لما تشهده اليوم البلدان التي لطالما كانت مهد المسيحية…
نعم المشهد ليس ورديًا ولعل هجرة ملايين المسيحيين من العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول الشرق خير دليل على ذلك ناهيكم عن شهادات كثيرة لمسيحيين ذاقوا ما هو أمرّ من العلقم وتألّموا وحتّى قتلوا دفاعًا عن إيمانهم بيسوع المسيح.
لم يتوقّع المطران سعد سيروب حنا أن يخوض تجربة مريرة على أرض عرفها جيّدًا منذ نعومة أظافره.
ابن العراق الذي ولد عام 1972 درس هندسة الطيران إلّا أنه كان يدرك جيدًا أنه للوصول إلى السماء فهو لا يحتاج إلى طيّارة بل إلى الإيمان بالله ومحبّته اللامتناهية.
رُسم كاهنًا في الكنيسة الكلدانية قبل أن يتوجّه إلى روما حيث نال شهادة الدكتوراه  في الفلسفة عام 2008.

ولكن قبل ذلك بعامين وتحديدًا في الخامس عشر من شهر آب/ أغسطس وبعد احتفاله بالذّبيحة الإلهية وبينما كان يعود أدراجه خُطف على يد عدد من المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة الإرهابي.
قتل مرافقوه أمام عينيه ونال نصيبه من التعذيب والضرب المبرّح… لم يصدّق أنه قد يتعرّض لكل هذا في بلده الأم وعلى يد عراقيين!
” في البداية تساءلت ما إذا كان هذا يحدث حقاً في العراق الذي عشت فيه. العراق أصبح عراقاً آخر مع الكثير من الاختلافات والتحديات والعدوان. لذا فإن السؤال الذي نشأ في داخلي كان “ما الذي يحدث بالفعل؟ ومن كان يفعل ذلك؟ ما هي مشاكل الناس؟ لماذا لا يحاولون فهم بعضهم البعض؟ سألت نفسي هذه الأسئلة كمسيحي وكعراقي. عشت طفولتي في بغداد ولدت في بغداد. تخرجت من الجامعة حيث كان لي الكثير من الأصدقاء من مختلف الأديان…” يقول المطران حنا.
لثمانية وعشرين يومًا ظلّ المطران (كان كاهنًا وقتذاك) في قبضة المسلحين الذين لم يوفرّوا أي فرصة لتعذيبه بهدف اجباره على إنكار المسيح…
الأب حنّا ظلّ متمسّكًا بإيمانه:” كنت أستمدّ قوتي من الله وأنا أدين له بحياتي الجديدة.  لدينا أغلى وأجمل وأصدق قيمة: المسيح. الإيمان به يمنح كل القوّة والقدرة للقيام بكل ما هو جيّد ومُحق!” قال المطران لأكثر من وسيلة إعلامية عند سرده تلك اليوميات العصيبة التي عاشها محتجزًا بين إرهابيين.
قضيّة الكاهن العراقية أثارت ردود فعل عالمية وقتذاك حيث بعث البابا بندكتس السّادس عشر برسالة إلى رؤساء الكنيسة في العراق لحثّ كل الأطراف على العمل على إطلاق سراح الأب حنّا.
وهذا ما حصل فعلًا حيث تحرّر الأب حنا من قبضة المسلحين الإسلاميين في الحادي عشر من شهر أيلول/ سبتمبر.

28 يومًا أمضاها الكاهن العراقي في مواجهة أحد أوجه الشيطان وها هو اليوم يدعو العالم بأسره إلى مواجهة الشّر والوقوف إلى جانب مسيحيي الشّرق الذين يتعرّضون لأبشع أنواع الاضطهاد.
وثّق المطران فترة اختطافه بكتاب صدر خلال عام 2017 تحت عنوان:”اختطف في العراق: كاهن في بغداد”.
” كتبت قصتي بعد عشر سنوات من اختطافي في العراق. لم يكن من السهل علي في البداية فهم الأسباب والأبعاد والمعنى وراء هذه التجربة. ليس من السهل أن يتم تهديدك أو اختطافك أو إطلاق النار عليك أو قتلك لمجرد أنك مسيحي!” يقول المطران حنا.
برغم كل ما تقدّم عاد المطران حنّا إلى بغداد التي يحبّ:”أحب العراق وأحب شعبي لذا أريد أن أواصل العمل هنا ككاهن. لدينا عدد كبير من الأصدقاء المسلمين وأنا أحبهم.”
 
مهم جداً…مسيحيو الشرق بحاجة الى صلاتكم… انضموا إلى هذا الرابط للصلاة من أجلهم ومساعدتهم
30 يوماً من الصلاة

هذا ولطالما حثّ المطران حنا الجميع إلى تقديم يد العون لمسيحيي الشرق الذين يتعرضون للاضطهاد بشتّى طرقه والتهجير…
“أتمنى أن أساهم بإيصال لمسيحيي العالم حجم التحديات والصعوبات التي يواجهها المسيحيون في كل بلدان الشرق الأوسط وخصوصًا في العراق. غالبًا ما يتم تجاهل وضع هؤلاء المسيحيين وتهميشهم لأسباب سياسية. نحن نشهد على نهاية محتملة لأحد أقدم التقاليد الدينية في العالم. إن التقليد الرسولي لكنيسة المشرق والتقاليد الكلدانية والآشورية في خطر. العالم بحاجة إلى رؤية والاستماع إلى صوت هذه الكنيسة التي تعاني.”
وعن دوره  ككاهن عراقي يقول المطران حنا إنه ليس كاهنًا للمسيحيين وحسب بل للمسلمين أيضًا حيث يجب أن يلعب الكاهن دور رجل الحوار الذي يجمع بين الجميع على اختلاف اعتقاداتهم ووجهاتهم.
هل اعجبك الموضوع :