القائمة الرئيسية

الصفحات

فارقت الحياة عام ١٩٩٠ وهي شابّة تحب الحياة…أصبحت طوباويةبشكل سريع وعلى يدها يصنع الله المعجزات

نشكر الله من أجل هذه الفرصة الرائعة التي من خلالها نستطيع أن نمجد الله وأن نعلن عن هذا الإله العظيم كما قصد هو وتكلم عن نفسه في وحيه الإلهي بالكتاب المقدس. مصلين أن يرشدنا بنعمة روحه القدوس وأن يرافق كلماته لتأتي بثمر لمجده المبارك الذي له كل المجد والإكرام الى الأبد آمين.

فارقت الحياة عام ١٩٩٠ وهي شابّة تحب الحياة…أصبحت طوباوية بشكل سريع وعلى يدها يصنع الله المعجزات
لدى التحدث عن القديسين، لا نفكّر بالضرورة بمراهقين فاشلين في الرياضيات يحبون الخروج مساءً مع رفاقهم ويستمعون إلى أحدث الأغاني. مع ذلك، كيارا بادانو كانت إحدى هؤلاء المراهقين.
وُلدت كيارا في 29 أكتوبر 1971 في قرية إيطالية صغيرة في كنف عائلة كاثوليكية ومُحبّة، وتحلّت بالإيمان منذ نعومة أظفارها. منذ الرابعة من عمرها، أظهرت سخاءً كبيراً تجاه الآخرين، فكانت تعطي ألعابها لأطفال محرومين وتُسرّ دوماً بزيارة مسنين في دار العجزة القريبة من بيتها.
في التاسعة، تعرّفت كيارا إلى حركة الفوكولاري التي انضمت إليها فوراً. كبرت وذهبت إلى المدرسة ومن ثم إلى الثانوية. كانت شابة محبوبة لديها العديد من الأصدقاء، وكانت تمارس الرياضة وترقص وتسهر… ظاهرياً، كانت مراهقة عادية تحب التسلية.

فرح فائق للطبيعة لمواجهة المرض
في أحد الأيام، فيما كانت في السابعة عشرة، أحسّت بألم حاد في كتفها خلال ممارسة التنس. وبعد تحاليل عدة، شُخصت إصابتها بسرطان في العظام يسمى الساركوما العظمية. سرعان ما تفشى المرض، وبسرعة فائقة لم تعد قادرة على السير. وأصبحت فرص بقائها على قيد الحياة ضئيلة جداً.
وسط المعاناة، كانت كيارا تعيش فرحاً فائقاً للطبيعة. وبدلاً من عيش مرضها كلعنةٍ، قدّمته ذبيحةً لله. فكانت تكرر بلا كلل: “لك يا يسوع. إن كنتَ أنت تريده، فأنا أريده أيضاً”. ورفضت المورفين قائلة: “هذه ستقلل من وضوح تفكيري، ولم يعد لديّ سوى أمرا واحدا لأفعله من الآن فصاعداً وهو تقديم ألمي ليسوع لأنني أريد مشاطرة ألمه على الصليب قدر المستطاع”.

“الموت غير موجود. وحدها الحياة موجودة“
كان العديد من أصدقاء كيارا يزورونها في المستشفى. “في البداية، كنا نذهب لرؤية كيارا لوس (اسمها في حركة الفوكولاري الذي يعني “نور”) لأننا كنا نظن أنها بحاجة إلينا لنرفع معنوياتها. ولكن، سرعان ما كنا ندرك أننا نحن الذين نحتاج إليها. حياتها كانت كمغناطيس يجذبنا إليها”. وقال أحد أطبائها: “من خلال ابتسامتها، من خلال عينيها المليئتين بالنور، كانت تقول لنا أن الموت غير موجود. وحدها الحياة موجودة”.
مع مشارفة حياتها القصيرة على النهاية، قالت لوالدتها: “لا تبكي لأنني ذاهبة لملاقاة يسوع. في دفني، لا أريد من الناس أن يبكوا، أريدهم أن يرنموا من صميم قلوبهم”. وطلبت أيضاً أن تُدفَن بملابس بيضاء رمزاً لاتحادها الأبدي مع المسيح.
رحلت كيارا بادانو عن هذا العالم في 7 أكتوبر 1990، قُبيل سنواتها التسع عشرة. ذهبت لملاقاة يسوع بعد قولها هذه الكلمات الأخيرة: “وداعاً. كونوا فرحين لأنني فرحة”.
فُتحت دعوى تقديسها رسمياً سنة 1999، وأُعلنت مكرمة سنة 2008. بُعيد ذلك، اعترف بندكتس السادس عشر بمعجزة نُسبت إلى شفاعتها؛ وأُعلنت طوباوية في 25 سبتمبر 2010. والآن، يتطلب تقديسها معجزة ثانية.
هل اعجبك الموضوع :