نشكر الله من أجل هذه الفرصة الرائعة التي من خلالها نستطيع أن نمجد الله وأن نعلن عن هذا الإله العظيم كما قصد هو وتكلم عن نفسه في وحيه الإلهي بالكتاب المقدس. مصلين أن يرشدنا بنعمة روحه القدوس وأن يرافق كلماته لتأتي بثمر لمجده المبارك الذي له كل المجد والإكرام الى الأبد آمين.
معجزة جميلة للسيدة مريم العذراء امضِ ، ايها الشاب الطيب وفسّر معنى هذه النبؤة لجميع سكان القرى المجاورة".
معجزة جميلة للسيدة مريم العذراء
في الساعة العاشرة من صباح الثالث من ايار عام 1941 كان تييري ، حداد قرية اوربي قاصداً السوق بالقرب من مدينة كولمار الفرنسية ، فلمح صورة مقدسة معلّقة على شجرة سنديان .
وبحسب التقاليد السائدة في تلك الحقبة كانت تلك الصورة دعوة للصلاة من اجل راحة انسان توفي حديثاً في تلك المنطقة .
انحدر تييري عن متن عربته وجثا امام الصورة ، وصلى بحرارة من اجل المتوفى . وبغتة بهره نور ساطع ، ظهر من خلاله طيف رقيق ، كان طيف السيدة العذراء وقد تدثّرت بحجب بيضاء وامسكت في يمناها ثلاث سنابل نبتت على ساق واحدة ، وقطعة جليد صغيرة في يسراها .
وخاطبته قائلة :
"انهض ايها الشاب واسمع . هذه السنابل هي رمز للمواسم الوافرة الي تكافئ الاشخاص الفاضلين الطيبين والكريمين ، وتؤتي الرفاه والسعادة لأُسر المسيحيين الاوفياء .
اما قطعة الجليد ، فهي تشير الى البَرَد والصقيع والطوفان والمجاعة وكل الأسى والأرزاء ، التي تعاقب الاشرار ، الذين ضاقت رحمة الله ذرعاً بذنوبهم الجسيمة .
امضِ ، ايها الشاب الطيب وفسّر معنى هذه النبؤة لجميع سكان القرى المجاورة".
توارت العذراء وواصل تييري مشواره ، ولكنه خشية التعرّض للسخرية عزم على الاحتفاظ بالظهور والنبوءات سرّاً .
في السوق ابتاع كيس حنطة ولكن عندما حاول حمله تعذّر عليه ذلك ، مثلما تعذّر على جميع الموجودين .
لقد بدا الكيس وكأنه ممتلئ رصاصاً ، واستحالت ازاحته من مكانه . ودهش الفلاحون الذين تحلّقوا حوله من القدرة السحرية السرية التي كانت تبقيه ملتصقاً بالارض ، حتى اتّهم بعضهم الحداد المسكين بممارسة السحر .
حينئذٍ ادرك تييري سر ذلك الحدث ، وفهم انه انذار الهي . فقد عهدت اليه العذراء برسالة ، ووطّن هو العزم على عدم إطاعتها .
واذا به امام الحشد المحيق به يجثو ويستسمح السيدة العذراء بإهماله المهمة التي اوكلتها اليه ، راوياً للجميع حكاية السنابل الثلاث وقطعة الجليد .
وكان الجمع يصغي الى رواية تييري في خشوع وذهول وتأثر ، ولم يشك احد منهم في صدقه .
حتى اكثرهم بعدا عن الدين ، اعربوا عن ندمهم ووطّنوا العزم على اصلاح ذواتهم .
حينئذ غمر الفرح والبهجة نفس تييري فعاد الى كيس الحنطة وتناوله ، فإذا به بين يديه وكأنه كيس ريش ، ولم يلقَ اية مشقة في قذفه على متن عربته ، وسط صيحات فرح الحضور .
وعاد رسول العذراء الى قريته وبيته ، وقلبه يفيض سعادة وحبوراً .